المجلس الرعويّ
مقدمة وتعريف
الكنيسة جماعة المؤمنين بالمسيح الّذين أصبحوا بالعمادِ والتثبيت والإفخارستيّا أعضاء حيّةً في جسد المسيح السريّ الواحد. هؤلاء الأعشاء يقتبلون الحياة الإلهيّة من الآب بالمسيح ويشتركون بقوّة الرّوح في إحياء الجسد وتنشيطه.
وللكنيسة رسالة أن تقدّس أبناءها وتكون خميرة الملكوت في العالم تبثّ فيه روح المسيح وتعاليمه لينال الخلاص كلّ من يؤمن به.
وليست رسالة الكنيسة محصورة بالإكليروس، بل هي واجب على كلّ معمّد وحقّ له. فالمسيح يشرك المؤمنين به في مهمّاته الكهنوتيّة والنبويّة والملوكيّة داعيًا إيّاهم تقديس أنفسهم ونشر كلامه والشهادة له وبثّ روح الإنجيل في العالم.
وللقيام بهذه المهمّات يفيض فيهم الرّوح القدس مواهبه ليُسهم كلّ واحد منهم في حياة الكنيسة ورسالتها خيث هو من خلال أعماله الّتي يتمّمها بروح المسيح.
والرعيّة كنيسة مصغّرة لأنّها تضمّ جماعة المؤمنين في مكان معيّن يهتمّ بهم كهنة أو أكثر يعيّنهم مطران الأبرشيّة.
وتمتاز الرعيّة – كالكنيسة – بأنّها جماعة إيمان وعبادة ومحبّة. تغذّي إيمانها بكلام الله وقبول الأسرار وتعبّر عنه بالعبادة والاحتفالات الطقسيّة وتجسّده في روابط الألفة والتضامن بين أفرادها وفي أعمال الرحمة والمحبّة على اختلافها.
ولا تعيش الرعيّة إلّا بتضافر جهود أبنائها على كلّ صعيد لأنّهم يؤلّفون عائلة المسيح الواحدة.
توصي الكنيسة بإنشاء المجلس الرعائيّ في إطار الرعيّة (رسالة العلمانيّين عدد 26)، وتأمر به مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة (ق 295)، مساهمة في إنعاش حياة الرعيّة، وإفساحًا في المجال أمام مختلف أبناء الرعيّة ليتعاونوا في القيام برسالتهم، وتنظيمًا لهذا التعاون، وتفعيلاً للعمل الرعويّ.
1 – التأسيس:
تأسس في مجلس رعويّ مؤلّف من :
الخوري داني افرام (خادم الرعيّة) رئيسًا
الخوري أغسطينس ابي عبد الله
الأستاذ ادغار طحان : أمينًا عامًا
الدكتور ايلي عيد
السيد بسام الحلو
السيدة راغدة نصر
السيد فيليب غوش
السيدة نيكول غوش
السيد حنا الحاج
السيدة ماري حداد
السيدة ندى عيد
السيدة ماري كتيلي
السيدة ريتا يارد
السيد توفيق داوود
السيدة ميليسا الفغالي
إنّ المجلس الرعائيّ يؤازر الكاهن في رسالته لإنعاش الحياة الرعويّة وتعزيزها بكلّ أشكالها. وهو للمنتسبين إليه للقيام برسالتهم المسيحيّة وسط الرعيّة الّتي إليها ينتمون. معاونة الكاهن في معرفة الرعيّة معرفة كاملة ومساعدة جميع أبنائها للقيام برسالتهم في المجالات التالية:
- في خدمة كلمة الله وحمل البشارة
- في خدمة العبادة والاحتفال بالأسرار
- في عيش المحبّة وتأدية الشهادة المسيحيّة
8 – تنظيم أعمال المجلس:
المادّة 19 : للمجلس صفة إستشاريّة، أسوة بغيره من المجالس الكنسيّة.
المادّة 20 : يجتمع المجلس مرّة في الشهر، وكلّما دعت الحاجة، بناءً على طلب من رئيسه وأمينه العامّ.
المادّة 21 : كلّ المشاريع والاقتراحات تدرس بروح التشاور والتفاهم، وتتّخذ القرارات بشأنها بأكثريّة الأصوات المطلقة، ولا تصبح نافذة إلّا بموافقة الخوري عليها.
المادّة 22 : يعيّن المجلس في اجتماعه الثاني ومن بين أعضائه:
1 – مسؤولاً عن العمل الرسوليّ (كلّ ما له علاقة بخدمة الكلمة: وعظ، تعليم… وبالحركات الرسوليّة).
2 – مسؤولاً عن العمل الاجتماعيّ (خدمة المحبّة).
3 – مسؤولاً عن الشؤون الطقسيّة (احتفالات، توزيع أسرار).
4 – مسؤولاً عن الإحصاءات والتوثيق.
المادّة 23 : إذا كانت الرعيّة كبيرة، من المرغوب فيه أن يضمّ المجلس:
1 – مسؤولاً عن شؤون العائلة.
2 – مسؤولاً عن شؤون التربية والثقافة.
3 – مسؤولاً عن شؤون الشبيبة.
المادّة 24 : ممثّل لجنة الوقف في المجلس يكون مسؤولاً عن الشؤون الاقتصاديّة.
المادّة 25 : يستعين هؤلاء المسؤولون في أداء مهامّهم بأعضاء من خارج المجلس.
المادّة 26 : تدوم ولاية المجلس ثلاث سنوات، يمكن أن تتجدّد مرّة واحدة فقط.
9 – أحكام عامّة:
المادّة 27 : إذا ارتكب أحد الأعضاء ما من شأنه إلحاق الضرر بالمجلس، أو تغيّب عن الاجتماعات بصورة متتالية أكثر من ثلاث مرّات وبدون عذر شرعيّ، يفصل بقرار من المجلس نفسه وبعد موافقة خوري الرعيّة.
المادّة 28 : لراعي الأبرشيّة أن يحلّ المجلس إذا ثبت لديه أنّه لا يؤدّي مهامه.
المادّة 29 : يعتبر المجلس منحلّاً إذا امتنع عن الاجتماع بتواتر ثلاثة أرباع أعضائه.
المادّة 30 : لراعي الأبرشيّة أن يعدّل بعض بنود هذا القانون لتتلاءم وحاجات كلّ رعيّة، بناءً على اقتراح المجلس وبموافقة خوري الرعيّة.
المادّة 31 : راعي الأبرشيّة هو المرجع الصالح لبتّ كلّ خلاف قد يطرأ في المجلس.
المادّة 32 : يعتبر هذا النظام غير مجدٍ إن لم تتوفّر في كلّ عضو من أعضاء المجلس الرعائيّ روح المحبّة والتعاون الأخوَيّ لبنيان الرعيّة وتعزيزها على أساس تعليم المسيح وكنيسته.
المادّة 33 : يمكن إنشاء مجلس رعائيّ يضمّ مجموعة رعايا صغيرة متجاورة.
الإرشاد الرسوليّ
رجاء جديد للبنان
الرعايا
65 – يعوز المؤمنين الكاثوليك، في الغالب، الشعور بانتمائهم إلى الجماعة الرعويّة في مكان إقامتهم. فبعضهم يظلّون على تمسّكهم برعيّة مسقط رأسهم، حتّى إن لم يبق لهم في الواقع أي صلة بها. التنقّلات الاضطراريّة، في أثناء الحرب، أوجدت هي أيضًا، أوضاعًا ملتبسة، يشعر فيها المؤمنون أنّهم في حال تنازع بين ملاذ هجرتهم ومسقط رأسهم، وفي المدن يتضاءل معنى الجماعة الرعويّة شيئًا فشيئًا. ويكتفي المؤمنون بالذهاب إلى القدّاس في الكنيسة الأقرب، ويغيب عن ذهنهم أنّ المشاركة في الأسرار المقدّسة تعني أيضًا الانتماء إلى جسد. فالافخارستيّا تبني الكنيسة وتجمع ما بين كنيسة السّماء وكنيسة الأرض. وهي علامة الوحدة والمحبّة. الربط الروحيّة التابعة من الإصغاء إلى الكلمة والاشتراك في الخبز الواحد تؤتي ثمار سلامٍ وتضامن في العلاقات البشريّة. بيد أنّ كثيرًا من المؤمنين انتهوا إلى تصوّر فرديّ للإيمان المسيحيّ، بمنأى عن كلّ مشاركة ناشطة في حياة الكنيسة المحليّة، ويكاد أن يُـمسي الكاهن، والحالة هذه، من يؤمّن الاحتفال بالأسرار ويقوم بالمعاملات المقتضاة في مناسبات المعموديّة والزواج والوفاة، بينما هو، قبل أيّ شيء آخر، منشّط الجماعة المسيحيّة، بالتعاون مع الشمامسة والعلمانيّين من أهل الكفاية. على الراعي أن يحمل همّ القطيع كلّه، دون أن يهمل الأضعفين، والّذين لا يؤمّون الكنيسة كثيرًا، والمهمّشين عن المجتمع والمرضى، والمحتاجين إلى من يزورهم في بيوتهم. إنّي أحثّ الرعاة على زيارة المؤمنين الموكولين إليهم، لكي يظلّوا بقربهم، ويوثّقوا العلاقات بين جميع أعضاء الجماعة الرعويّة، ويرافقوهم في حياتهم الروحيّة، ويدعموهم في الملمّات.
66 – الرعايا هي الخلايا الأساسيّة في الجسم الكنسيّ، هي أجزاء من شعب الله، “تمثّل، نوعًا ما، الكنيسة المرئيّة القائمة على الكرة الأرضيّة”؛ وهي مكان للاضطّلاع برسالة جماعيّة، لأنّها تضمّ في حضنها فئات بشريّة متعدّدة، بلا تمييز في السنّ أو في المقام الاجتماعيّ، لتدخلها في الكنيسة الجامعة. ويتقوّى المؤمنون فيها بممارسة الأسرار، وبخاصّة الإفخارستيّا والتوبة، للقيام بالرسالة الموكولة إليهم في العالم، وخصوصًا التربية الدينيّة للشبّان، والشهادة. بمثل هذه الرّوح، من المفيد أن نساعد المسيحيّين على التعمّق في كتاب التعليم الدينيّ للكنيسة الكاثوليكيّة، وهو يعرض “بأمانة وانتظام تعليم الكنتاب المقدّس والتقليد الحيّ في الكنيسة وتعليم السلطة الصحيح، وكذلك التراث الروحيّ الّذي خلّفه لنا آباء الكنيسة وقدّيسوها وقدّيساتها، وذلك في سبيل معرفةٍ أفضل للسرّ المسيحيّ، وإنعاش إيمان شعب الله”. هذا التعليم يجب أن يرافقه سعي متواصل ومسؤول إلى ترجمة العقيدة المسيحيّة وتوجيهات السلطة التعليميّة بمقتضى الأوضاع الراهنة وفي ثقافة معيّنة، “وذلك بتطبيقها، بطريقة عمليّة وأمينة، على صعيد كلّ كنيسة وكلّ الكنيسة. لا بدّ من العودة أبدًا إلى هذا المعين” وإلى هذا المرجع الراعويّ أي المجمع (الفاتيكانيّ الثاني)، واعتماده مع مصادره الروحيّة والليتورجيّة، لكي تكون الليتورجيا اعترافًا حقًّا بالإيمان الّذي ورثناه عن الرسل.
لذا أشجّع المؤمنين الكاثوليك، مع رعاتهم على التعمّق في الإيمان بالدرس وقراءة الكتاب المقدّس في الأسرة، والانتماء إلى فرق بيبليّة، والمشاركة في سهرات إنجيليّة في الرعايا والمدارس والجامعات والحركات الكنسيّة. وأطلب أيضًا أن تُقام خلوات روحيّة تعتمد على كلام الله والعقيدة المسيحيّة، ويُدعى إليها فتيان وبالغون. والواقع أنّ معظم المؤمنين يُـحرزون معارف متقدّمة في مجالات العلم والتقنيّة. فلا بدّ بالمقابل أن تنمو أيضًا معرفتهم بالسرّ المسيحيّ، لكي تستنير حياتهم اليوميّة بحياتهم الروحيّة. ومن الأهميّة بمكان، في لبنان الحديث، أن تتغذّى الثقافة بكلام الله وإيمان معمّق وتوحي للفكر المسيحيّ في معالجة القضايا الأساسيّة الّتي يواجهها الفرد والجماعة. هكذا يكتشف المؤمنون العلمانيّون أنّ مساهمتهم في حياة الكنيسة أمر جوهريّ، على صعيد الرعايا والحركات أو على صعيد الأبرشيّة، وبخاصّة هيئات القرار كالمجلس الراعويّ الأبرشيّ والمجالس الرعويّة.
67 – عندما تقوم عدّة رعايا على رقعة واحدة، فهي مدعوّة إلى تعاون وثيق، مع المحافظة على هويّتها واستقلاليّتها، وفي ذلك علامة بليغة على وحدة الكنيسة في شراكة سبّاقة، وفي الاحترام المشروع لأشكال التنوّع وبخاصّة في المجالس الرعويّة المشتركة بين الكنائس. من جهة أخرى، ليس بالإمكان دائمًا أن يكون هناك كهنة مقيمون ضمن كلّ رعيّة في نطاق كلّ كنيسة بطريركيّة. فنظرًا إلى الحاجات الرعويّة الملموسة، يسوغ أن يُطلب من كاهن أن يقيم الأسرار في طقس ليتورجيّ غير طقسه، شرط أن يكون قد استعدّ لذلك استعدادًا لائقًا ونال الإذن من السلطات المختصّة.
ثمّة أيضًا رعايا صغيرة قد يصعب عليها جدًّا أن تبني كنيستها، بينما هناك كنيسة أو أكثر تابعة لأبرشيّة أخرى في القطاع ذاته. أثناء أيّام الحرب وعندما كانت تقتضيه الحاجة، وُضعت كنائس في استعمال المؤمنين من مختلف التقاليد الليتورجيّة. هذه الضيافة يمكن أن تُعمّم، اليوم، على كلّ المناطق الّتي يُـحبّذ فيها مثلُ هذا التدبير، فيؤدّي، بالتالي، شهادة حبّ “بالعمل والحقّ” (1 يو 3، 18).
من باب التمنّي أيضًا يجدر التفكير بإقامة جمعيّات من رعايا مختلفة، حيث يمكن ذلك، تشجيعًا على تقاسم الثروات الإنسانيّة والروحيّة بين الجماعات الرعويّة، ولكي لا يشعر المؤمنون بأنّهم منقسمون بين انتمائهم إلى الرعيّة والتزامهم خدمة إخوتهم في الحيّ. هذه الجمعيّات تشجّع على الحوار والتشاور والتعاون والتساند الماديّ والروحيّ والرعائيّ. هكذا ينمو بين المؤمنين من مختلف المشارب، روح شراكة يستفيد منه، بالنتيجة، الرّوح الجماعيّ الّذي هو من مقوّمات النفس اللّبنانيّة.
68 – وبالدرجة ذاتها من الأهميّة يجدر تشجيع التعاون بين الرعايا القائمة ضمن الأبرشيّة الواحدة، وحثّ العلمانيّين المهتمّين بمختلف نواحي الحياة الكنسيّة في الأبرشيّة والعالم، وذلك عن طريق الإعلام والدعوة إلى إلتزام مسيحيّ ملموس. ويتحقّق ذلك على قدر ما يتمّ التعاون والتلاقي بين الكهنة أنفسهم. من المحبّذ، إذن، أن يعيش الرعاة في رعاياهم في اتّصال وثيق مع إخوتهم في القطاع ذاته، وعلى علاقة حسن مع الشمامسة وسائر المعاونين الرعويّين (من رهبان وراهبات وعلمانيّين)، مع احترام أمانة كلّ منهم لانتمائه الكنسيّ. هذه العلاقات الأخويّة يمكن أن تعمّم على رعاة الكنائس والجماعات الكنسيّة الأخرى، في روح من الانتفاح المسكونيّ، الأمر الّذي يوفّر، حقًّا، علامات ظاهرة للوحدة بين مختلف الجماعات الكنسيّة، وحدة تصبو إليها بحقّ الشبيبة المسيحيّة اللّبنانيّة.