About Us
ولدت القديسة “تريز الطفل يسوع”، والتى تُعرف أيضاً بـ”الزهرة الصغيرة”، أو”زهرة يسوع الصغيـرة”فى الثـاني من شهر كانون الثاني من عام 1873 بـمـدينة ألنسيونAlencon بمقاطعـة نورماندى بفرنسا. من أبوين صالحين تقيين هـما السيدة زيلي جيران والتى كانت تعمل فى صنع (الدانتيلا)،والأب هو السيد لويس جوزيف مارتان والذى كان يعمل صائغًـا، وقد اشتهرا بتقواهما. وقبل زواجهما كان كُلًّا منهما يرغب فى الرهبنة ولكن لم تقبل الرهبنة دخول السيدة زيلي بدعوى انها ليست للحياة الرهبانية ، وأما السيد مارتان فلأنّه يلزم له تعلّم اللّغة اللاتينّية قبل الإلتحاق. فأسلما أمر مستقبلهما للعناية الإلهيّة حتّى تمّ تدبير أمر لقاءهما وزواجهما وكانت أمنيتهما أن تثمر زيجتهما ثـمارًا كثيرة لتقديمها الى الله، مرددين بذلك قول طوبيا البار “انّك تعلم ياربّ أنّي ما إتخذت لى عروسًا على الأرض، إلّا رغبة فى نسل يـبارك اسمك الى دهر الدهور”(طوبيا6:8). فاستجاب الله لدعائهما، ورزقهما تسعة من الأبناء، انتقل ولدان وبنتان الى السماء بعد أشهر قليلة من ولادتهم
أما الأخوات الخمس الأخريات فهن
ماري- وأصبحت راهبة كرملية باسم ماري للقلب الأقدس
بولين- وأصبحت راهبة كرملية بإسم أغنيس ليسوع
ليوني- وأصبحت راهبة بدير الزيارة باسم فرنسواز تريز
سيلين- وأصبحت راهبة كرملية باسم مارى جنفييف تريز
والقديسة تريزا ليسوع الطفل هى الإبنة التاسعة والأخيرة لهذه الأسرة الـمباركة
نالت سرّ العماد فى الرابع من شهر كانون الثاني من عام ١٨٧٣، أي بعد يومين من ميلادها وذلك فى إحتفال عائلي كبير بكنيسة البلدة ودعيت بإسم “ماري فرنسواز تريز .
.ولـمّا بلغت القديسة تريز الرابعة والنصف من عمرها انتقلت امها بعد مرضها بمرض السرطان بعد أن رددت كلماتها الأخيرة فى إستسلام “إذا لم تشفيني العذراء مريم، فذاك لأن وقتي قد حان، والله يريدني أن أستريح فى موضع آخر ليس على هذه الأرض”. وكان لإنتقال الأم أثره البالغ على الطفلة تريزا فإتخذت من اختها الكبرى بولين أما أخرى.
وإنتقلت الأسرة الى قرية “Lisieux” ليكونوا بالقرب من الخال وحسب وصية الأم. وكانت القديسة تريزا تذهب مع والدها الى التنزه وحضور الكنيسة. ولما بلغت الثامنة والنصف من عمرها التحقت بمرسة البندكتين حيث كانت أصغر التلميذات سنا فعانت من المضايقات والمشاكسات من زميلاتها مما جعلها تبكي سرا دون أن تبوح لأحد. وبعد أشهر قليلة دخلت أختها بولين الى رهبنة الكرمل تاركة ألـمـا آخر لتلك القديسة.
وعندما كانت القديسة تريزا فى عامها العاشر أصيبت بـمرض شديد كاد أن يودي بحياتها وبدا اليأس يسري الى الجميع ، إلا ان العذراء مريم لم تتركها واستجابت لصلاة أخواتها ماري وليوني وسيلين وظهرت لها فى 13مايو1883 وأبرأتها من مرضها.
لقد كانت تقضي معظم أوقاتها فى القراءة وأدركت ان “الحب الحقيقي الدائم ليس بالقيام بالأعمال البطولية، بل أن يتوارى الـمرء عن أعين الغير وعن نفسه بحيث تجهل يده اليسرى ما تفعله اليمنى”.
وفى ٨ أيار من عام ١٨٨٤تحقق الحلم الذى ظل يراودها مدة سنوات، بأن تقدمت الى الـمناولة الأولى، بعد أن استعدت لها لمدة ثلاثة أشهر كاملة. وعند حصولها على الـمناولة بكت كثيرا لإحساسها بحلول جميع النعم السمائية فى قلبها البشري بواسطة ذلك السر الإلهي العجيب.
وفى ١٤كانون الثاني عام ١٨٨٤ نالت سر التثبيت الذى من خلالة امتلأت من الروح القدس والتى أهلتها لإحتمال الآلام التى كانت فى إنتظارها وألهبت قلبها غيرة على خلاص النفوس فأضحت “مسيحية كاملة ” على حد تعبيرها.
وما هى إلا سنة ونصف سنة أخرى إلا ودخلت أختها ماري رهبنة الكرمل
وفقدت القديسة تريز سندًا آخر. وسارت حياتها كالمعتاد تذهب الى الكنيسة كإحدى “بنات مريم” وهي جمعية تقدم العون للمحتاج بجانب الصلاة وأشغال الإبرة والترانيم ، هذا الى جانب تفوقها فى دراستها بالمدرسة وتأملاتها عند تنـزها مع والدهـا فى الطبيعة وجمال مخلوقات الله.
وفـى ليلة عيد الـميلاد عام 1886 وهـى فى سن الرابعة عشر رأت الطفل يسوع وهو يبتسم لهـا وكانت هذه نقطة تحول فـى حياتهـا حسب قولهـا ممـا دفعتهـا لحب يسوع الطفل ومحاولـة التشبه بـه، ولهذا عُرفت بتريز الطفل يسوع.
وفى 29 مايو عام 1887 أرادت أن تلبي دعوة الله، فطلبت من والدها دخول الرهبنة، وبعد معارضة والدها لفترة وافق على الفور ولكنها لاقت معارضة من بعض أفراد اسرتها وكاهن القرية وحتى أسقف المقاطعة ورئيسة الدير نفسة وذلك لصغر سنها. فذهبت مع والدها الى مدينة روما لــمقابلة الحبر الأعظم قداسة البابا لاون الثالث عشر لأخذ موافقته للدخول فى الرهبنة وهى فى سن الخامسة عشر فكان بعد حديث طفولي بريء أن قال لها البابا “ستدخلين إذا كانت هذه إرادة الله”.
وفى 9 أبريل عام 1888، انضمت الفتاة ذات الخمسة عشرة عاما الى رهبنة
الكرمل، وبدأت مسيرتها فى درب الصليب متحملة كل الآلام والتجارب
وحسب قولها ” مد لـي العذاب ذراعيه منذ دخولي فعانقته بحب”.
وفى 10 يناير عام 1889 تم الإحتفال بإرتداء القديسة تريزا للثوب الرهباني وفى تلك المناسبة تم سقوط الثليج حسب رغبة “عروس العذارى” كإعلان السماء عن بهجتها.
وبمجهود مضني كانت تبحث عن أي مناسبة لتسدي الخدمات الخفية للراهبات ولا تدافع عن نفسها ولا تستاء إذا ما أخذت إحدى الراهبات حاجياتها. وفى 8 سبتمبر عام 1890 تم الإحتفال بتقديم النذور الرهبانية. وفى 29 يوليو عام 1894 استقبلت تريزا نبأ وفاة والدها وهو فى الواحد والسبعين من عمره وهى فى الواحد والعشرين من عمرها بعد أن قاسى عذابات الألم لمدة ثلاثة سنوات. واستمرت حياة الخدمة وتقديم الإماتات ولكن كان الشوق لرؤية الله فى السماء يزداد إندلاعا يوما بعد يوم فى قلب تريزا وأصيبت بالسعال والنزيف الدموي وكتمت أمرها مستسلمة إلى أن لاحظت الرئيسة مرضها وتم إستدعاء الطبيب الذى قرر ان الـمرض قد استفحل وان النهاية قريبة. وتكررت نوبات النزيف والسعال وأخيرا نالت تريزا مسحة الـمرضى ثم تناولت للمرة الأخيرة فى 19 أغسطس عام 1897. وهكذا تحملت تلك الآلام الـمريرة خاصة فى الشهور الأخيرة من حياتها وعلى محياها ابتسامة دائمة حتى انتقلت الزهرة الصغيرة فى 30 سبتمبر عام 1897
فى بلدة Lisieux وعمرها خمسة وعشرون عامـا وهى تردد “اني أحبه..آه..ربي أنى أحبك”، وبعد أن تركت لنـا 4 مخطوطات عن حياتهـا، هذا بالإضافـة الى 266 خطاب تحمل تأملاتهـا وخبرة حياتهـا الروحية.
وفى 29 أبريل عام 1923 أُعلن تطويب تريزا الطفل يسوع بعد أن شهد الشهود بالمعجزات التى صنعت عند الإلتجاء اليها. وفى 19 مايو عام 1925 أعلن قداستها البابا بيوس الحادى عشر بعد أن تحققت الكنيسة من عِظم العطايا التى منحتها هذه القديسة الصغيرة لـمن يلجأ اليها وطالبا صلاتها تحقيقا لوعدها من” أنها ستمطر من السماء غيثا من الورود. سأقضي سمائي فى عمل الخير على الأرض”. وفـى 19 اكتوبر عام 1997 أعلن قداسة البابا يوحنا بولس الثانـى أن القديسة تريزا الطفل يسوع هـى معلّمة فـى الكنيسة الجامعـة نظراً لـما تحملـه كلماتهـا وحياتهـا من عمق روحـي وتعليـم عن حب الله. وتحتفـل الكنيسة الكاثوليكيـة بعيد القديسة تريزا الطفل يسوع فى أول أكتوبـر من كل عـام. والعديد من الدول مثل فرنسا أوالهيئات والإرساليات الـمسيحية والإيبارشيات قد وضعت القديسة تريزا الطفل يسوع كشفيعـة لهـم.
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetuer adipiscing elit. Aenean commodo ligula eget dolor. Aenean massa. Cum sociis natoque penatibus et magnis dis parturient montes, nascetur ridiculus mus.
Community Members